أشار المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خيرت كابالاري، في تصريح له، إلى الحصيلة المدمّرة للأطفال الذين قتلوا، خلال النزاعات المتواصلة أو الهجمات الانتحارية أو نتيجة التجمّد حتى الموت، لافتا إلى أنّ ذلك أيضا ما حصل في لبنان، أثناء فرارهم من مناطق الحروب المشتعلة، في شهر كانون الثاني وحده.
ويأتي هذا التصريح بعد مناشدة اليونيسف الدول المانحة في 30 كانون الثاني، تقديم مساعدة بأكبر مبلغ على الإطلاق وقدره 3.6 بليون دولار، لتوفير المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة خلال عام 2018.
وإذ قال إنّ النزاعات عادت ومعها العنف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتؤدي إلى حصيلة مدمرة من الخسائر التي طاولت فئة الأطفال في كانون الثاني الفائت، مشيرا إلى أنّ الأطفال قُتلوا خلال النزاعات المتواصلة أو الهجمات الانتحارية أو نتيجة التجمد حتى الموت أثناء فرارهم من مناطق الحروب المشتعلة.
وأضاف:”إنه لمن غير المقبول أن يستمر قتل الأطفال وتعرضهم للإصابات كلّ يوم. في شهر كانون الثاني فقط، أدى تصعيد العنف في كلّ من العراق، وليبيا، ودولة فلسطين، وسوريا واليمن إلى مقتل 83 طفلاً على الأقل. فدفع هؤلاء الأطفال أعلى ما يمكن من ثمن لحروب لا ذنب لهم فيها إطلاقاً. إنهم أطفال – أطفال! لقد اختُصرت حياتهم، بينما سيطول عمر حزن عائلاتهم ليرافقهم إلى الأبد”.
وقد لفت إلى أنّ التقارير تفيد بأنّ تصاعد النزاع في سوريا أسفر عن مقتل 59 طفلاً في الأسابيع الأربعة الماضية، وذلك مع دخوله عامه الثامن . أما في اليمن، فقد تحققت الأمم المتحدة من مقتل 16 طفلاً خلال هجمات حدثت في مختلف أنحاء البلاد”.
وتابع:”تتلقى اليونيسف يومياً تقارير عن أطفال يُقتلون أو يصابون مع تصاعد النزاع في كلّ أنحاء البلد”.
كذلك، لفت كابالاري إلى أنه في بنغازي، شرق ليبيا، قُتل ثلاثة أطفال بسبب هجوم انتحاري، ولقى ثلاثة آخرون حتفهم بينما كانوا يلعبون بالقرب من ذخائر غير منفجرة فيما ما زال طفل رابع فى حالة حرجة نتيجة الانفجار الذي حصل، مشيرا إلى أنه في مدينة الموصل القديمة، قتل طفل في منزل وضعت فيه عبوات مفخخة، كما وقتل طفل آخر في قرية بالقرب من مدينة رام الله في دولة فلسطين.
وأضاف: ” في لبنان، لاقى 16 لاجئاً، بينهم أربعة أطفال، حتفهم تجمداً خلال فرارهم من سوريا المجاورة، وسط عاصفة شتوية قاسية، كما نقل العديد من الأطفال الذين أصيبوا بقرصة الصقيع إلى المستشفى. وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هنالك ليس المئات، ولا الآلاف، بل ملايين من الأطفال الذين سلبت منهم طفولتهم أو تشوهوا لمدى الحياة أو تعرضوا للصدمات، والاعتقال، والاحتجاز، والاستغلال، والحرمان من الذهاب إلى المدارس أو الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، أو حرموا حتى من أبسط حقوقهم، ألا وهو اللعب”.
كما قال:” ما زلنا نفشل جميعاً في وقف الحرب على الأطفال! لا يوجد لدينا أي مبرر لذلك. ربّما تمّ إسكات الأطفال. لكن أصواتهم ستبقى مسموعة! رسالة الأطفال هي رسالتنا: حماية الأطفال هي قانون في الحرب، وخرق هذا القانون هو من إفظع الجرائم. وانتهاك هذا القانون يهدد مستقبل الجميع، وليس فقط مستقبل الأطفال”.