إنّ المادة المنبهة التي تُسمى “الهيبوزانتين” الموجودة في اللحوم هي المسؤولة عن جعل اللحوم تُسبب الإدمان، وليس أي مواد بروتينية أو فيتامينية أو معدنية أخرى. وهذا يُشبه الكافيين من حيث الصيغة الكيميائية والتأثير.
من المعروف منذ القدم أنّ أولئك الذين يتناولون اللحوم بصورة منتظمة يشعرون بحال من الضعف وعدم الحيوية عندما يتوقفون عن تناول هذا الطعام لفترة من الوقت.
يأتي هذا الشعور “بوجود نقص ماء تنيجة التوقف المفاجئ عن تناول اللحوم واستبعادها من الغذاء، حتى ولو تمّ استبدالها بالمأكولات النباتية والمكملات الغذائية التي تمدّ الجسم بنفس مقدار البروتينات والمواد العذائية التي توفرها اللحوم وأكثر.
المواد “المنبّهة” في اللحوم
الضعف وقلّة الحيوية التي يشعر بها بعض الأشخاص عندما يتوقفون عن تناول اللحوم ومنتجاتها ليس بسبب إحتوائها على نسبة أقلّ من البروتينات أو غيرها من المواد الغذائية التي يعتقد البعض أنه لا يُمكن تعويضها. ولكن، هذا الضعف يحدث بسبب بعض المواد المنشطة أو المنبهة التي توجد في اللحوم.
من المعروف اليوم أنّ خلايا العضلات في اللحوم تحتوي على مادة “الهيبوزانتين” التي يرتفع معدّل تركيزها كلّما طال عمر اللحم.
وتتكوّن هذه المادة بواسطة:
– تآكل ثلاثي فوسفات الأدينوسين
– تحلل “النيوكليوتيدات” التي تكوّن الحامض النووي والحامض النووي الريبي في نواة الخلايا.
إنّ مادة “الهيبوزانتين” ومواد مماثلة أخرى مثل حامض “الغوانيليك” تكون موجودة في اللحوم، ولها تركيب كيميائي مماثل لتركيب الكافيين الموجود في القهوة أو “الثيوبرومين” الموجود في الكاكاو، وأيضًا تأثيرات ممائلة.ة
فعلى سبيل المثال:
– فهي مواد مثيرة ومحفزة للجهاز العصبي وتمنح شعورًا بالحيوية والطاقة والنشاط، وهو مجرّد شعور في الكثير من الحالات.
– كما أنها تسبب الإدمان، بمعنى أنه نبغي مواصلة استعمالها لتجنّب الأعراض التي تظهر عند الإمتناع عنها.
إنّ مادة “الهيبوزانتين” تُفسّر التأثير المخدّر أو المنبّه للحوم وتأثيرها الإدماني والذي يظهر عند التوقف فجاة عن تناولها. ولهذا السبب، ننصح الذين يرغبون في التوقف عن تناول اللحوم واستبدالها بالمأكولات النباتية أن يتبعوا غذاء انتقاليًا لمساعدتهم في تجنّب الآثار الناتجة عن التوقف المفاجئ عن تناول اللحوم.