لدى جميعنا المشروب الدافئ المفضل الذي قد يكون إما كأسا من الشاي أو ربما قهوة سوداء ذات مذاق مر.
وغالبا ما لا يعرف الأشخاص سبب تفضيلهم لأحد هذه المشروبات الشائعة على الآخر، لكن دراسة حديثة توصلت إلى السبب وراء اختياراتنا والذي يتمثل في “جيناتنا”.
ووجد الباحثون أنّ الأشخاص الأكثر حساسية لطعم المرارة يميلون إلى تناول القهوة أكثر من الشاي، ويوضح الفريق أن اللغز يتلخص في اختلاف وراثي غريب، حيث إن الاستعداد الوراثي لإدراك مرارة مواد معينة، يدفع لاختيار مشروب دون غيره، وهو ما ينطبق على القهوة والشاي.
وقالت البروفيسورة مارلين كورنيليس من جامعة نورث وسترن في جامعة فينبرغ للطب في الولايات المتحدة، إن التوقعات السابقة تشير إلى أن الأشخاص الذين لديهم حساسية خاصة للطعم المر للكافيين سيشربون كميات أقل من القهوة، لكن النتائج الجديدة تأتي معاكسة لذلك، إذ مستهلكو القهوة يكتسبون قدرة على اكتشاف الكافيين بسبب التحفيز الذي يثيره.
وأوضحت البروفيسورة كورنيليس أنه بعبارة أخرى، فإن الأشخاص الذين لديهم قدرة عالية على تذوق مرارة القهوة، وخصوصًا النكهة المميزة للكافيين، يتعلمون ربط الأشياء الإيجابية بذلك المذاق.
وتعدّ هذه الدراسة من أكبر الدراسات التي تبحث في آلية التذوق، حيث إن هناك الكثير من الدراسات والبحوث التي تجرى منذ عقود، إن لم تكن قرونا، لكن ما زال هناك غموض بشأن كيف ولماذا نتفاعل مع بعض الأذواق.
ونظر فريق البحث الأميركي بالتعاون مع علماء من معهد QIMR Berghofer للأبحاث الطبية في أستراليا، في بيانات أكثر من 400 ألف رجل وامرأة، وتمّت دراسة المتغيرات الجينية المرتبطة بالكافيين ومركب الكينين لدى المشاركين.
ووجدت نتائج الدراسة أن الذين يتمتعون باستعداد وراثي أكبر لإدراك مرارة الكافيين، يميلون لانتقاء القهوة وشرب كميات كبيرة منها، حيث ترتبط لديهم بالشعور بالسعادة والأشياء الإيجابية، بينما ارتبط انخفاض الإحساس بمرارة مادة الكينين شبه القلوية بانخفاض في الإقبال على تناول القهوة.
وتوصل فريق البحث إلى أن نتائج الدراسة تشير إلى أن إدراك المرارة الذي يعود إلى الاستعداد الوراثي للشخص، هو المساهم الأساسي في الميل إلى شرب القهوة والكحول.